عامٌ مضى يا نور عيني

عامٌ مضى يا نور عيني ..نعم سأسميه عاماٌ تفاؤلا ورضىً حيث اعتادت العرب ان تسميه بالسنة حيث الحزن والالم والقحط !
نعم عام مضى مذ غادرتنا ولكن العام صار أعواماً ,أتذكر يومها لقد تصنعت قساوة القلب وذهبت لاتوضأ بينما أنت تغادر ,فعيناي لم تكن لتساعدانني على مدافعة الدموع وكنت أريدك أن تخرج قوياً..ولكنني ندمت بعدها اذ لم احضنك لم أضمك الى صدري ,ولكنني أشهد الله أني كنت راضية تمام الرضى عن عملك وسلمتك لربّ رحيم ودعوت الله من أعماق اعماقي أن تكون خالصة لوجهه الكريم ...
حبيبي ونور عينيّ نعم تلك الايام مضت بكل مافيها من فرح ومرح وترح فهل كل تلك الأيام نحصيها؟!!
بالطبع لا فأيامنا التي نعدها ونحصيها ونفتخر بها ونتشوق لعودتها هي أيام الانجازات تلك التي نترك فيها بصمة لنا وأثراً طيباً في حياة ستستمر بعدنا إلى أن يرث اللهُ الارض ومَن عليها ...
ابني حبيبي لا أريدك مجرد ألقابٍ فهي أحرفٌ توضع للتعريف بالاشخاص د. أمام اسم الطبيب
وم. أمام اسم المهندس .... فالألقاب لا تهمني .
أريدك أن تخلص وتبدع وتبتكر فيما تعلمت مهما كان فرعك الذي درست ..نعم أريدها أفعالاً لا أقوالا أريدك ورفاقك الأساس الذي سنبني عليه وطننا من جديد بعد أن ملأته رائحة البارود والعذابات ..أريدك ياسميناً يظللنا كلمة طيبة.. أريدك حباً وتفاؤلاً فهو عنواننا العريض العريض..
حبيب القلب أرجو من الله أن يجمعني بك قريبا فقد اشتقت لك كثيراً والله يعلم ولكنني آثرت ألم الفراق والبعد لتكون بخير وأمان ولتكون أملي بعد الله ولتعود مستقبلا مزهرا بعد أن ضاقت علينا الارض بما رحبت ..
دمت لي بكل الخير ابني الحبيب ...
أمك 💜💜