بقعة دمٍ وسكاكر

تراكض الاطفال إلى ما كان بالامس مسرحاً لاشتباكٍ عنيف لم نجرؤ حتى النظر اليه من النافذة ...نعم تراكض الاطفال ليجدوا بقعة دم وأكياس من السكاكر المبعثرة لعله حملها الى أطفاله الذين كانوا ينتظرونه بشوق وخوف في كل مرة يغادرهم ..حيث تمكن منهم ذلك الأثر الغائر حين غاب عنهم زمنا يقارب عمرهم ..
إطلاق رصاص كلام بذيئ ركض وصراخ .. إنه كمين لأحدهم ولكن الصدفة دفعت به إلى مكان كهذا بل هو قضاء الله وقدره حيث عاد من حفلة غذاء في عقيقةٍ لابن صديقه تعمد المشي بدلا من ركب السيارة تفادياً لحاجز قد يسمع منه ما يؤرقه هو الذي طال مقامه عندهم فأصبح يحسب لهذه الامور ألف ألف حساب ..وصل الى مكان صرخوا قف ايها ال........ لم يستوعب ماجرى ركض أطلقوا الرصاص وقع على الارض حملوه واخذوه إلى مكان لا يعلمه إلا الله .. وهاقد مضت خمس سنوات (لا حس ولا أنس) أطفاله الذين غادرهم في اول مرة سبع سنوات وفي هذه المرة خمس لا زالوا ينتظرون .. زوجته المسكينة لا زالت تدعو وتبتهل الى رب السماء ودموع ساخنة تحرق القلوب وتقطّع نياطها ..
هل من أمل يا ترى وقد تلاعبت بهم ذئاب بشرية نهبت مابقي لهم منه ..أمل بالله لن يخيب بأنه في حفظ أرحم الراحمين حياً أم ميتاً .أما أنتم يا من تنتظرون فما لكم إلا الله ثم الصبرٌ الجميل ...