الساعة السادسة وثمانية عشرة دقيقة

الساعة السادسة وثمانية عشرة دقيقة

كان يوماً من العمر ...لكنه يوم صعب صعب فيه من الخوف والترقب الكثير الكثيييير .
يوم عدنا من دمشق لنتفاجأ بارتال وارتال من الجنود يحملون ليس سلاحهم إنما امتعتهم فأسلحتهم التي علمهم نظامهم أنها شرفهم رموها خلفهم وهاهم ينتشرون في كل مكان على جانبي اتوستراد المزة وصولاً إلى عرطوز يسيرون على غير هدى ونحن في السيارة نلتقط صوراً لهم زرافات ووحدانا ولكنها بالسر طبعاً إذ لم تضح الرؤيا بعد ...
ثم بدأت الحشود تزداد والزحمة المرورية عند كل حاجز نتوقف مايقارب الساعة حيث تركهم ضباطهم يهيمون على وجوههم وهم اعتلوا صهوة سياراتهم المفيمة يجعلون منهم ومنا دروعاً بشرية ريثما يهربون هروباً يليق بجيش الأسد المخوار ...
وصلنا إلى قطنا وقد عاثت دباباتهم الفساد في الشوارع حيث زادت جنازيرها من سوء الزفت سوءاً ..هم يتفاخرون كما اعتادوا على الناس المدنيين الذين من واجبهم حمايتهم لكنهم لآخر لحظة آلوا على أنفسهم إلا أن يكون حاميها حراميها..
لحظات مخيفة دخلنا بيوتنا وأقفلنا ابوابنا ونمنا على أملٍ بالفرج القريب يتخلله خوف مما قد تؤول إليه الأمور وثكناتهم وجنودهم نعم جنودهم وليس جنود الوطن تحيط بقطنا كالسوار وكم ذقنا منهم الويلات ..
وضعنا راسنا على المخدة ولكننا ماغمضت لنا جفون تلك الليلة واتحدى ان يكون قد نام مواطن في سوريا يومها ...لينبلج الفجر عن صوت ينادي
(اليوم الثامن من كانون الاول الساعة السادسة وثمانية عشرة دقيقة سوريا من دون بشار الأسد) ..
وانطلقت الزغاريد ..
زغاريد الامهات الثكالى.
.زغاريد الأرامل ..
زغاريد المحرومين ..الخائفين الجائعين ..
سمعنا الخبر وتأكدنا عشرات المرات مع نشوة النصر في كل مرة ..مع فرح افتقدناه طيلة اربعة عشر عاماً من الحزن والالم والفقد والحسرة ..
نعم سرق البلد ثم هرب دون ان ينظر خلفه لأنات المعتقلين
هرب الفار الذي استأسد علينا دون ان يلتفت لخوف المخدوعين الذين وقفوا معه طيلة تلك السنوات العجاف..
هرب إلى غير رجعة بإذن الله
بدكييين حرييي ..نعم (بدنا حرية)
صرخنا بها من اعماق اعماقنا وقد نلناها بدماءنا بدموعنا باحلامنا وقبل كل ذلك بثقتنا بربٍ كريم اجاب دعوة المظلومين ونصرنا ولو بعد حين .. ..
فالحمد كل الحمد لك يا ربي ..
لقد أتت بإذن الله هذه الأعوام التي فيها سيُغاث الناس وفيها يعصرون ...
سوريا حرة حرة ..وارفع راسك فوق انت سوري حر....
الساعة السادسة وثمانية عشرة دقيقة...٨ كانون الاول ٢٠٢٤

💚 Syria Freedom Counter - عداد حرية سوريا 💚
🙏 الحمد لله الذي أحيانا لنشهد نصف قرن من الظلم والطغيان يولّي إلى غير رجعة

Read more

أرواحكم سترفرف وتجول حولنا

أرواحكم سترفرف وتجول حولنا

أرواحكم سترفرف وتجول حولنا . .في قلوبنا في ضمائرنا ..فوق سوريا الحرّة التي نالت اللقب بتلك الدماء الطاهرة بأنفاسكم الاخيرة التي سحبها غاز السارين .. بشهقاتكم التي حفرت في ضمائرنا آلاماً لن ننساها . ...عيون الامهات الحيرى ونظراتهن التي راحت تجول على هذه الوجوه الملائكية التي اضناها الجوع فابى الله إلا ان

By مها التقي
طريق محفوف بالذكريات

طريق محفوف بالذكريات

اضطررت للذهاب إلى دمشق ,ركبت سيارةًانت لست فيها ولكن صورتك لم تغادر مخيلتي طيلة الرحلة ,من هنا كنا نمر معاً من هذا المخبز اشترينا الخبز الطازج ونأكله ساخناً (حاف )كما تحبه ويحبه الأولاد ,أنظر إلى الفاكهة والخضراوات على الطريق فأتذكرك كيف كنت تنتبه إلى نظراتي فتوقف السيارة وتنزل لتشتري

By مها التقي
ماذا أقول يا أمي

ماذا أقول يا أمي

تعجز الكلمات عندما تصف من كانت تحت قدميها الجنة ..كنت ِبوجود أبي العون والسند يداً بيد وفي أغلب الأحيان من خلف الكواليس ..لم أرك يوما تشتكين من شيء وأتعجب الآن من ذلك مع كل ما نرى من تربية اربعة أولاد وأنتم ربيتم ثمانية وتعلمنا أفضل تعليم والحمد لله ...لم نشعر

By مها التقي
وكأنني أحتاج إلى ما يذكرني بأمي الغالية

وكأنني أحتاج إلى ما يذكرني بأمي الغالية

إنه عيد ميلادك ... وكأنني أحتاج إلى ما يذكرني بأمي الغالية. لا أزال أذكر جيدا تلك الدموع التي ودعتني بها يوم تركت قطنا ... لا زلت أذكر جيدا إصرارك على بقائي إلى جانبك ولكنني أبيت إلا أن أذهب وأغير مجرى حياتي كله ... ربما للأفضل. لا زلت أذكر جيدا شجاراتنا الكثيرة التي لا

By مها التقي