زيارة أبي

لامتني إحداهن على زيارة أبي في يوم بارد عاصف كهذا اليوم !!
فاجأني كلامها كيف تقول هذا عن زيارة أبي صديقي وأخي ونور عيني ...من أشعر بالدفئ كل الدفئ بقربه....جلست بقربه نعم مسحت التراب عن جبينه فكيف هان على هذا التراب أن يغطيه .؟!!!تكلمت معه طويلا عن كل ما مر بنا في بُعده ..بحت له عن كل أسراري . بحت له عما يؤرقني ...كبر الاولاد يا أبي وكبرنا ملأ رأسنا شيب رأسك يا أبي . ..هل أنسى يوم الوداع يا ابي ؟!! لا لا أظن ذلك لازال حاضراً في قلبي ووجداني كيف اتيت وقد التفت الساق بالساق ..آلمني فراقك أشد الالم كيف شاء الله أن تقضي ليلتك الاخيرة تلك وحيداً في المشفى بعد أن حار الطبيب وخانته العقاقير ..هل كنت تريد أن تقول لنا شيئاً يومها..هل اردت كأساً من الماء ..سقاك الله من نهر كوثره .. هل تألمت لحظة غادرتك تلك الروح الطاهرة ؟
اثنتا عشرة سنة ورائحة الكافور لا زالت تعشش في قلبي تذكرني كلما فاح عطرها بيومٍ تمنيت ألا يأتي ولكنها سنة الله في خلقه ..لن أسقي وروداً لقبرٍ أنت ساكنه فقد سقاه غيث من ربٍ كريم سقاها دمع لازال ينهمر كلما زرتك وكلما طاف بكياني خيالك نعم فهو طيفٌ لا و لن يفارقني حتى أصبح بقربك ..
رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته ...